الجتامة

السلام عليكم



ظلام ، لا تستطيع أن تتحرك، و كأنك مقيد لكن لا وجود للقيود ، تعي ما يدور حولك و تسمع الأصوات ، لكن لا تستطيع التكلم و إصدار الأصوات لطلب مساعدة أحد فيما أنت فيه ، ضيق في التنفس ، إجهاد للقلب الذي بدأ يضخ الدم بقوة لم تعتد عليها ، و أعراض أخرى تصاحب ما أصابك .



قد تصيبك هذه الأعراض أثناء نومك ، فتخاف منها جدا و تفكر في عقلك أن ملك الموت قد زارك يبغي روحك .



لكن ليس هذا ما يجري أبدا .



فملك الموت لن يزورك حتى تأتي ساعتك ، و إن زارك لن يغادر حتى يأخذ ما أمر بأخذه ، و إن أخد الأمانة لن تستطيع أن تحكي لأحد ما أصابك .



هذه الأعراض هي ما نسميه في اللغة العامية ( الجتامة ) ، فقد نسمع عن فلان جاته جتامة أو فلانة جتها جتامة .



التعريف العلمي لهذه الحالة .

تأتي هذه الحالة أثناء النوم ، فقد تنام بطريقة تمنع فيها حركة الدم في الجسم بطريقة سليمة ، فيقل تدفق الدم في الجسم ، و بالتالي يقل وصوله إلى المخ ، فيبدأ المخ بالهلوسة نتيجة نقص معدل الأكسجين الواصل إليه ( مؤشر خطر يا سبحان الله ) .



إذا زادت الفترة الزمنية لهذه الحالة و بقيت على ذات الوضع قد تسبب هذه ( الجتامة ) مخاطر صحية على الدماغ ، و في حالات نادرة تؤدي للوفاة .





لا تخافوا أبدا ، فالحل لهذه الجتامة بسيط جدا



في البداية لا تخافوا أبدا منها ، و ما عليكم حين الشعور بها إلا أن تتنفسوا جيدا ( و أتركوا الهلع جانبا لأن لن يزيد الحالة إلا سوءا ).

بعدها تحاولون مد الذراعين و عدم ترك المرافق مثنية ( ستلاحظون أنها باردة و بها خدر بسيط و تنمل ) .

بعدها أزيحوا أي شيء موجود على صدركم لأنه يضايق القلب في عملية ضخ الدم ( بطانية ، وسادة ، أيديكم ، أي شيء موجود على الصدر ).



بعدها ستستطيعون الحركة إن شاء الله ، قوموا بتغيير وضعية نومكم ، و الأفضل أن تكونوا ناميين على جنوبكم فهذا أفضل .

أغلب الحالات يكون سببها النوم على الظهر مع وضع اليدين على الصدر و ثني المرفقين .

و حالات أخرى تكون بالعكس ، حيث النوم على البطن مع ثني اليدين أيضا و وضعهما تحتك .



أتمنى أن أكون قد وضحت الفكرة ، و قللت الخوف عن الذين يعانون من الجتامة في نومهم



همسة

فراشة أيضا كانت تخاف من الجتامة في أول مرة شعرت بها ، لكن الحمد لله الإنترنت وفر كل المعلومات المطلوبة حتى تفهم و تعي ما يجري لها .



حماكم الله من مخاطر الجتامة ، و رزقكم نوما هادئا هانئا لا يعكره كابوس مزعج و لا جتامة مخيفة .





سلامي