النفاق الإجتماعي ، إلى أين ؟

السلام عليكم


النفاق الإجتماعي السائد في مجتمعنا ، إلى أين سيصل بنا ؟.

لنضرب لكم مثلا .

تقدم الشاب لخطبة شابة ، بعد المباحتاث و المشاورات و السؤال عن الطرفين من قبل أهل الطرفين ، وجد بعض القبول ، الطرفان موافقان و جادّان في الإرتباط وفق ما يرضي الله .

هنا لا توجد مشكلة .

كل من يسمع بهذا الأمر يبارك الأمر و يزيد من عنده باقة من المديح ، الذي يزيد في بعض الأحيان عن حده ليصير نفاقا إجتماعي .

( و الله لما سمعنا فرحنالكم ، الله يتمم عليكم بالخير )


بعد بضعة ايام يكتشف الطرفان المعنيان بالأمر أن كل منهما لا يناسب الآخر ، ينفصلا و كل منهما يتمنى للأخر أن يرزقه الله خير من الذي فقده ، و يتنهي الأمر .

لا ، عفواً ، هنا يبدأ الأمر .

الآن سنرى من جهة الفتاة و ما يجري لها بعد الإنفصال .

الكل يسأل عن سبب الإنفصال ، و يتدخلون في خصوصياتها التي كانت خاصة فقط بينها و بين خطيبها ، و هناك من لا يتوقف عن هذا الحد ، بل يزيد من عنده ما يعجبه و يمسح الكلمات التي سمعها و لم تعجبه .

هناك من يواسيها بقوله ( إنت خير منه ، و إن شاء الله ربي يبعتلك إلي فيه الخير ) ، ليس هذا فقط بل هناك من يزيد البهارات قليلاَ ( أصلا إنت أحلى منه ، شن كان عاجبك فيه ؟) ، هناك زيادة أخرى ، ( مش مناسبين لبعض إطلاقا ، و من الأول قلت هكي غر ما بيتش نتكلمَ ) و غيرها من الجمل و الكلمات التي صدرت من أناس قالوا عكس ما قالوه بالأمس .

هنا الفتاة لا تلوم من يعرفها هي فقط ، و لم يقابل خطيبها السابق يوما ، فهم بطبيعة الحال ( يجبروا بخاطرها ) و يقولون كلاما لرفع معنوياتها و لتهوين الأمر عليها ، فكلماتهم كانت واحدة لم تتغير .

لا يلقى اللوم عن من يعرف أمورا إن قالها تغير النتيجة ، لخطورته إلتزم الصمت ، لكنه باح بها بعد الإنفصال (ما الفائدة؟؟؟)

بل اللوم يلقى عن من غير كلماته ، و قال عكسها .

ما دافعه لهذا الأمر ؟؟ ، هل هو النفاق الإجتماعي أو ماذا ؟

كلمات وصلت إلى مسامع الفتاة و جعلتها تضحك ، فمن قالت لها بالأمس ( و الله فرحت لما سمعت إنه جي خطبك ، راجل كويس و من خيرة الرجال ) ، ( و الله تديري في الخير ، ربي بعده عليك ولد ................)
عفوا كانت كلمات لا أسمح لنفسي أن أكتبها .

المهم

تم عرض هذه التساؤلات على أحد الزملاء ، فكانت إجابته

( مش ما يقولوش فتان و غاير منهم و تبي تفرق بيناتهم )

هذا الشاب كان قد تعرض لموقف ، و تعلم منه هذه الحكمة ـ فلم تكن حكمته من فراغ .

سأله أحد عن قريب له

قريبه كان شارب خمر .

فأجاب الزميل بكل صراحة ( ولد عمي يشرب )

سائل السؤال كان يسأل عن الشخص حتى يتبين إن كان يصلح زوجا لأخته التي تقدم لخطبتها قبل فترة .

المفارقة أن الأخ العزيز رغم معرفته بأمر كون الخطيب سكير ، إلا أنه زوجه أخته .

ليس هذا فقط ، بل قال له ( ولد عمك فلان لما سألته عليك قال يشرب )

و هنا بدأت الفتنة بين أبناء العم .

................

غريب أمرهم

نسوا أن هذه الشهادة التي يسألون عنها تكون مسببا لتكوين أسرة ، فإن أخفوا أمرا و بان بعد فوات الأوان و كانت من ورائه مصائب ، سبكون لهم حمل من ذنوم المذنبين .

هذه الشهادة ( شهادة من الدين )

لا يجب أن تزوّرها أو تحجبها ، لأنك بهذا تهدم أسرة .

عفوا

نسيت

ربما تخاف أن يقال عنك فتان في هذه الدنيا ، و لم تفكر في جزائك في الآخرة .




سلامي