أدعية

حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ

εïз

اللهم من اعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل، ومن استكثر بك فلن يقل، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل، ومن استعان بك فلن يغلب، ومن توكل عليك فلن يخيب، ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم، اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا

εïз

زوار مكتبي

السلام عليكم

سأتكلم عن بعض من زوار مكتبي الغير زبائن .

اليوم في الساعة 12:00 تماما و بينما كنت مشغولة و غارقة في أعمالي ، أريد أن أنجز اكبر عدد منها اليوم حتى استطيع أن ارتاح في إجازتي التي ارغب أن ابدأها غدا الأحد ، بإذن الله .

و بينما كنت مشغولة ، فتح باب المكتب ، لم أرى أحدا يدخل ، فطاولة المكتب و شاشة الكومبيوتر كانت تحجب عني الجزء المنخفض من مجال الرؤيا .

المهم
فتح الباب ، و لم أرى أحدا في البداية ، فتوقعت أن الريح قد فتحة ، و لانشغالي قلت في نفسي لن أغلقه حتى أنهي الملف الذي أنجزه الآن .

لكن شاهدت ظلا يتحرك ، اقترب مني ، تحركت قليلا ، لأرى طفلة صغيرة ، لا، ليست طفلة فقط ، بل طفلتان ، صغيرتان جميلتان ، تحمل الكبرى كيسا بلاستيكي مليء بالخبز ، يبدو أن أمها أرسلتها للمحل المجاور لتشتري الخبز و حاجيات خفيفة للمنزل .
توقعت أن الطفلة قد أخطأت المكان ، فربما أرادت أن تدخل لمحل المواد الغذائية فأخطأت المكان و دخلت عندي .

اقتربت مني الطفلة ، و مدت يدها مصافحة ، و سلمت أختها أيضا علي ، سألتها بابتسامة ، عن سبب دخولها ، فقالت لا شيء ، فقط أردت أن اسلم عليك .

ابتسمت ، سألتها عن اسمها.
قالت ـ تويبة
تصغير لتوبة

سألتها ابنة من أنت؟
قالت
ابنة منى

سألتها أين تسكن
أشارت لكل مكان ، و قالت هناك و هناك و هناك .

الطفلة بعمر الخمس سنوات
تبتسم ابتسامة تبعث في نفس المرء السرور .

أردت أن أفرحها و أن أعطيها شيئا ، فتحت خزانتي الخاصة و لم أجد فيها سوى قطعة شكلاتة واحدة ، كنت احتفظ بها لآكلها فيما بعد ، أعطيتها إياها و قلت لها أن تتقاسمها مع شقيقتها .

غادرت المكان ،و كل هذا لحد الآن جيد جدا .
لكن ما جرى بعد أن خرجت تويبة و أختها من المكتب ، تخاصمت الأختان على قطعة الشكلاتة التي أعطيتها لهما ، و بدأ الخصام يشتد ، حتى بدأت الأخت الصغرى تصرخ ، فصفعتها الأخت الكبرى .

كرهت نفسي لأني أعطيتها قطعة الشكلاتة ، فقد سببت مشكلة بينهما .

غالبا ما اعمل عملا اقصد به خيرا ، فينقلب إلى شر .

كما جرى اليوم .

************************

أتذكر انه في فترة ماضية و بينما كنت مشغولة ، دخلت سيدة يبدو على حالها أن الزمن أرهقها ، و أنها من المستورين و الحمد لله ، دخلت المكتب ، صافحتني ، و قالت باللهجة الليبية .

العلام باهي ، و الخدمة باهية و كويسة ، لكن يا بنتي الصلاة هي الأهم ، الدين و الصلاة هي الأهم .

قالت كل هذا و هي تمسك بيدي ، استغربت الأمر ، من تكون ؟، و ماذا تريد ؟، و لماذا دخلت عندي ؟، و أين ذهبت ؟.

لا اعرف
فقط أنها دخلت و قالت كلماتها و خرجت ، و أنا لا اعرف شيء ، بقيت كلماتها ترن في أذني ،و فكرت، ماذا كانت تعني بكلماتها ؟.
و من تكون ؟.
****************************

قبلها بيومين ، دخلت سيدة ، يبدو أن الله رزقها من عنده من المال و الجمال ، و اكتسبت من الدنيا حسن المعاملة و الفطنة .

دخلت و يبدو أنها قدمت سيرا على الأقدام ، لأنها لم تترجل من سيارة توقفت على مقربة من باب المكتب ، لكن حذائها لا يكسوه الغبار ، فإما أنها جاءت من مكان قريب جدا ، أو أنها ترجلت من سيارة توقفت بعيدا قليلا عن المكتب حتى لا اعرف من أوصلها .

المهم
دخلت السيدة و دار بيننا الحوار التالي
هي :ـ عفوا ، المهندسة موجودة؟ .
فراشة :ـ نعم ، تفضلي ، وصلتي .
هي :ـ إنتي المهندسة ؟.
فراشة :ـ إيه ، أي خدمة ؟.
هي :ـ إنتي بنت فلان؟ ، أمك فلانة؟ ، أخواتك فلانة و فلانة..... ؟، و خوتك فلان و فلان..... ؟.
فراشة :ـ إيه ، مزبوط ، تفضلي .
هي :ـ قريتي في الابتدائي في مدرسة كذا ؟، و الإعدادي في كذا؟ ، و الثانوي في كذا؟ .

حيرتي لم يعد لها حدود ،من تكون هذه السيدة ؟، و لماذا جاءت إلى هنا؟ .
فراشة:ـ إيه ، تفضلي أي خدمة؟، وصلتي .

هي :ـ إنتي تخرجتي من الثانوي عام كذا ؟، و قريتي في كلية الهندسة ؟، و توا تخرجتي أو مازال ؟، هالمكان ليك أو تخدمي فيه بس؟ ، انتي حوشكم قريب؟ ، تجي علي رجليك أو بالسيارة ؟، تسوقي أو ما تسوقيش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.


استغربت الأمر ، زبونة ، و تسأل عن حياتي الشخصية ، و تعرف الكثير عن حياتي الخاصة ، و لم أرها قبل اليوم ، فما هذا ؟، و من تكون ؟.

طافت على رأسي علامة استفهام بحجم الفيل ، لماذا تسأل ؟، و من تكون ؟.

سألتها :ـ عفوا ، لكن اني ما عرفتكش ، ممكن تعرفيني بنفسك؟ .
فأجابت و هي تبتسم :ـ تو تعرفي بعدين .

لم تعجبني إجابتها ، فلم اجبها على أسئلتها.

سكتت قليلا و هي تتأمل كل ما موجود في المكان ، بعد أن تأملتني جدا ، وكانت عيونها تعمل ككاميرات التجسس ، تنقل و تسجل كل التفاصيل .

قالت و هي تبتسم :ـ مافيش حويجة هكي و إلا هكي ؟.
فراشة :ـ إيه تفضلي ، شاهي أو قهوة أو حاجة مصقعة ؟.

ابتسمت و قالت :ـ مش هذا قصدي ، إنتي مرتبطة ، مخطوبة ، فيه حد في حياتك ؟.

صدمني السؤال ، و طريقة سؤالها ، و مكان سؤالها ، كل الظروف كانت غير مناسبة للسؤال ، ارتسمت على وجهي ملامح غير مفهومة ، و لم أتفوه بكلمة .

استمرت في ابتسامتها و أجابت نفسها على سؤالها :ـ قريب ، إن شاء الله قريب .


رن هاتفها النقال ، رأته ، و بسرعة استأذنت و غادرت المكان ، و لم تجبني على أسئلتي ، عن من تكون ؟، و سبب زيارتها؟ .

حكيت الأمر لأمي ، حكته لأبي ، و ضحك الجميع من الأمر .
********************************
هؤلاء بعض زوار مكتبي ، زوار لا أعرفهم ، و لم يكونوا زبائن ، قصتهم ظريفة ، مضحكة ، غريبة ، و غير اعتيادية ، و العامل المشترك بينهم جميعا أني لا اعرفهم .

سلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بنقرات اناملك على لوحة المفاتيح هنا :) اهلا بك ......