السلام عليكم
سأتكلم عن بعض من زوار مكتبي الغير زبائن .
اليوم في الساعة 12:00 تماما و بينما كنت مشغولة و غارقة في أعمالي ، أريد أن أنجز اكبر عدد منها اليوم حتى استطيع أن ارتاح في إجازتي التي ارغب أن ابدأها غدا الأحد ، بإذن الله .
و بينما كنت مشغولة ، فتح باب المكتب ، لم أرى أحدا يدخل ، فطاولة المكتب و شاشة الكومبيوتر كانت تحجب عني الجزء المنخفض من مجال الرؤيا .
المهم
فتح الباب ، و لم أرى أحدا في البداية ، فتوقعت أن الريح قد فتحة ، و لانشغالي قلت في نفسي لن أغلقه حتى أنهي الملف الذي أنجزه الآن .
لكن شاهدت ظلا يتحرك ، اقترب مني ، تحركت قليلا ، لأرى طفلة صغيرة ، لا، ليست طفلة فقط ، بل طفلتان ، صغيرتان جميلتان ، تحمل الكبرى كيسا بلاستيكي مليء بالخبز ، يبدو أن أمها أرسلتها للمحل المجاور لتشتري الخبز و حاجيات خفيفة للمنزل .
توقعت أن الطفلة قد أخطأت المكان ، فربما أرادت أن تدخل لمحل المواد الغذائية فأخطأت المكان و دخلت عندي .
اقتربت مني الطفلة ، و مدت يدها مصافحة ، و سلمت أختها أيضا علي ، سألتها بابتسامة ، عن سبب دخولها ، فقالت لا شيء ، فقط أردت أن اسلم عليك .
ابتسمت ، سألتها عن اسمها.
قالت ـ تويبة
تصغير لتوبة
سألتها ابنة من أنت؟
قالت
ابنة منى
سألتها أين تسكن
أشارت لكل مكان ، و قالت هناك و هناك و هناك .
الطفلة بعمر الخمس سنوات
تبتسم ابتسامة تبعث في نفس المرء السرور .
أردت أن أفرحها و أن أعطيها شيئا ، فتحت خزانتي الخاصة و لم أجد فيها سوى قطعة شكلاتة واحدة ، كنت احتفظ بها لآكلها فيما بعد ، أعطيتها إياها و قلت لها أن تتقاسمها مع شقيقتها .
غادرت المكان ،و كل هذا لحد الآن جيد جدا .
لكن ما جرى بعد أن خرجت تويبة و أختها من المكتب ، تخاصمت الأختان على قطعة الشكلاتة التي أعطيتها لهما ، و بدأ الخصام يشتد ، حتى بدأت الأخت الصغرى تصرخ ، فصفعتها الأخت الكبرى .
كرهت نفسي لأني أعطيتها قطعة الشكلاتة ، فقد سببت مشكلة بينهما .
غالبا ما اعمل عملا اقصد به خيرا ، فينقلب إلى شر .
كما جرى اليوم .
************************
أتذكر انه في فترة ماضية و بينما كنت مشغولة ، دخلت سيدة يبدو على حالها أن الزمن أرهقها ، و أنها من المستورين و الحمد لله ، دخلت المكتب ، صافحتني ، و قالت باللهجة الليبية .
العلام باهي ، و الخدمة باهية و كويسة ، لكن يا بنتي الصلاة هي الأهم ، الدين و الصلاة هي الأهم .
قالت كل هذا و هي تمسك بيدي ، استغربت الأمر ، من تكون ؟، و ماذا تريد ؟، و لماذا دخلت عندي ؟، و أين ذهبت ؟.
لا اعرف
فقط أنها دخلت و قالت كلماتها و خرجت ، و أنا لا اعرف شيء ، بقيت كلماتها ترن في أذني ،و فكرت، ماذا كانت تعني بكلماتها ؟.
و من تكون ؟.
****************************
قبلها بيومين ، دخلت سيدة ، يبدو أن الله رزقها من عنده من المال و الجمال ، و اكتسبت من الدنيا حسن المعاملة و الفطنة .
دخلت و يبدو أنها قدمت سيرا على الأقدام ، لأنها لم تترجل من سيارة توقفت على مقربة من باب المكتب ، لكن حذائها لا يكسوه الغبار ، فإما أنها جاءت من مكان قريب جدا ، أو أنها ترجلت من سيارة توقفت بعيدا قليلا عن المكتب حتى لا اعرف من أوصلها .
المهم
دخلت السيدة و دار بيننا الحوار التالي
هي :ـ عفوا ، المهندسة موجودة؟ .
فراشة :ـ نعم ، تفضلي ، وصلتي .
هي :ـ إنتي المهندسة ؟.
فراشة :ـ إيه ، أي خدمة ؟.
هي :ـ إنتي بنت فلان؟ ، أمك فلانة؟ ، أخواتك فلانة و فلانة..... ؟، و خوتك فلان و فلان..... ؟.
فراشة :ـ إيه ، مزبوط ، تفضلي .
هي :ـ قريتي في الابتدائي في مدرسة كذا ؟، و الإعدادي في كذا؟ ، و الثانوي في كذا؟ .
حيرتي لم يعد لها حدود ،من تكون هذه السيدة ؟، و لماذا جاءت إلى هنا؟ .
فراشة:ـ إيه ، تفضلي أي خدمة؟، وصلتي .
هي :ـ إنتي تخرجتي من الثانوي عام كذا ؟، و قريتي في كلية الهندسة ؟، و توا تخرجتي أو مازال ؟، هالمكان ليك أو تخدمي فيه بس؟ ، انتي حوشكم قريب؟ ، تجي علي رجليك أو بالسيارة ؟، تسوقي أو ما تسوقيش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
استغربت الأمر ، زبونة ، و تسأل عن حياتي الشخصية ، و تعرف الكثير عن حياتي الخاصة ، و لم أرها قبل اليوم ، فما هذا ؟، و من تكون ؟.
طافت على رأسي علامة استفهام بحجم الفيل ، لماذا تسأل ؟، و من تكون ؟.
سألتها :ـ عفوا ، لكن اني ما عرفتكش ، ممكن تعرفيني بنفسك؟ .
فأجابت و هي تبتسم :ـ تو تعرفي بعدين .
لم تعجبني إجابتها ، فلم اجبها على أسئلتها.
سكتت قليلا و هي تتأمل كل ما موجود في المكان ، بعد أن تأملتني جدا ، وكانت عيونها تعمل ككاميرات التجسس ، تنقل و تسجل كل التفاصيل .
قالت و هي تبتسم :ـ مافيش حويجة هكي و إلا هكي ؟.
فراشة :ـ إيه تفضلي ، شاهي أو قهوة أو حاجة مصقعة ؟.
ابتسمت و قالت :ـ مش هذا قصدي ، إنتي مرتبطة ، مخطوبة ، فيه حد في حياتك ؟.
صدمني السؤال ، و طريقة سؤالها ، و مكان سؤالها ، كل الظروف كانت غير مناسبة للسؤال ، ارتسمت على وجهي ملامح غير مفهومة ، و لم أتفوه بكلمة .
استمرت في ابتسامتها و أجابت نفسها على سؤالها :ـ قريب ، إن شاء الله قريب .
رن هاتفها النقال ، رأته ، و بسرعة استأذنت و غادرت المكان ، و لم تجبني على أسئلتي ، عن من تكون ؟، و سبب زيارتها؟ .
حكيت الأمر لأمي ، حكته لأبي ، و ضحك الجميع من الأمر .
********************************
هؤلاء بعض زوار مكتبي ، زوار لا أعرفهم ، و لم يكونوا زبائن ، قصتهم ظريفة ، مضحكة ، غريبة ، و غير اعتيادية ، و العامل المشترك بينهم جميعا أني لا اعرفهم .
سلامي
سأتكلم عن بعض من زوار مكتبي الغير زبائن .
اليوم في الساعة 12:00 تماما و بينما كنت مشغولة و غارقة في أعمالي ، أريد أن أنجز اكبر عدد منها اليوم حتى استطيع أن ارتاح في إجازتي التي ارغب أن ابدأها غدا الأحد ، بإذن الله .
و بينما كنت مشغولة ، فتح باب المكتب ، لم أرى أحدا يدخل ، فطاولة المكتب و شاشة الكومبيوتر كانت تحجب عني الجزء المنخفض من مجال الرؤيا .
المهم
فتح الباب ، و لم أرى أحدا في البداية ، فتوقعت أن الريح قد فتحة ، و لانشغالي قلت في نفسي لن أغلقه حتى أنهي الملف الذي أنجزه الآن .
لكن شاهدت ظلا يتحرك ، اقترب مني ، تحركت قليلا ، لأرى طفلة صغيرة ، لا، ليست طفلة فقط ، بل طفلتان ، صغيرتان جميلتان ، تحمل الكبرى كيسا بلاستيكي مليء بالخبز ، يبدو أن أمها أرسلتها للمحل المجاور لتشتري الخبز و حاجيات خفيفة للمنزل .
توقعت أن الطفلة قد أخطأت المكان ، فربما أرادت أن تدخل لمحل المواد الغذائية فأخطأت المكان و دخلت عندي .
اقتربت مني الطفلة ، و مدت يدها مصافحة ، و سلمت أختها أيضا علي ، سألتها بابتسامة ، عن سبب دخولها ، فقالت لا شيء ، فقط أردت أن اسلم عليك .
ابتسمت ، سألتها عن اسمها.
قالت ـ تويبة
تصغير لتوبة
سألتها ابنة من أنت؟
قالت
ابنة منى
سألتها أين تسكن
أشارت لكل مكان ، و قالت هناك و هناك و هناك .
الطفلة بعمر الخمس سنوات
تبتسم ابتسامة تبعث في نفس المرء السرور .
أردت أن أفرحها و أن أعطيها شيئا ، فتحت خزانتي الخاصة و لم أجد فيها سوى قطعة شكلاتة واحدة ، كنت احتفظ بها لآكلها فيما بعد ، أعطيتها إياها و قلت لها أن تتقاسمها مع شقيقتها .
غادرت المكان ،و كل هذا لحد الآن جيد جدا .
لكن ما جرى بعد أن خرجت تويبة و أختها من المكتب ، تخاصمت الأختان على قطعة الشكلاتة التي أعطيتها لهما ، و بدأ الخصام يشتد ، حتى بدأت الأخت الصغرى تصرخ ، فصفعتها الأخت الكبرى .
كرهت نفسي لأني أعطيتها قطعة الشكلاتة ، فقد سببت مشكلة بينهما .
غالبا ما اعمل عملا اقصد به خيرا ، فينقلب إلى شر .
كما جرى اليوم .
************************
أتذكر انه في فترة ماضية و بينما كنت مشغولة ، دخلت سيدة يبدو على حالها أن الزمن أرهقها ، و أنها من المستورين و الحمد لله ، دخلت المكتب ، صافحتني ، و قالت باللهجة الليبية .
العلام باهي ، و الخدمة باهية و كويسة ، لكن يا بنتي الصلاة هي الأهم ، الدين و الصلاة هي الأهم .
قالت كل هذا و هي تمسك بيدي ، استغربت الأمر ، من تكون ؟، و ماذا تريد ؟، و لماذا دخلت عندي ؟، و أين ذهبت ؟.
لا اعرف
فقط أنها دخلت و قالت كلماتها و خرجت ، و أنا لا اعرف شيء ، بقيت كلماتها ترن في أذني ،و فكرت، ماذا كانت تعني بكلماتها ؟.
و من تكون ؟.
****************************
قبلها بيومين ، دخلت سيدة ، يبدو أن الله رزقها من عنده من المال و الجمال ، و اكتسبت من الدنيا حسن المعاملة و الفطنة .
دخلت و يبدو أنها قدمت سيرا على الأقدام ، لأنها لم تترجل من سيارة توقفت على مقربة من باب المكتب ، لكن حذائها لا يكسوه الغبار ، فإما أنها جاءت من مكان قريب جدا ، أو أنها ترجلت من سيارة توقفت بعيدا قليلا عن المكتب حتى لا اعرف من أوصلها .
المهم
دخلت السيدة و دار بيننا الحوار التالي
هي :ـ عفوا ، المهندسة موجودة؟ .
فراشة :ـ نعم ، تفضلي ، وصلتي .
هي :ـ إنتي المهندسة ؟.
فراشة :ـ إيه ، أي خدمة ؟.
هي :ـ إنتي بنت فلان؟ ، أمك فلانة؟ ، أخواتك فلانة و فلانة..... ؟، و خوتك فلان و فلان..... ؟.
فراشة :ـ إيه ، مزبوط ، تفضلي .
هي :ـ قريتي في الابتدائي في مدرسة كذا ؟، و الإعدادي في كذا؟ ، و الثانوي في كذا؟ .
حيرتي لم يعد لها حدود ،من تكون هذه السيدة ؟، و لماذا جاءت إلى هنا؟ .
فراشة:ـ إيه ، تفضلي أي خدمة؟، وصلتي .
هي :ـ إنتي تخرجتي من الثانوي عام كذا ؟، و قريتي في كلية الهندسة ؟، و توا تخرجتي أو مازال ؟، هالمكان ليك أو تخدمي فيه بس؟ ، انتي حوشكم قريب؟ ، تجي علي رجليك أو بالسيارة ؟، تسوقي أو ما تسوقيش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
استغربت الأمر ، زبونة ، و تسأل عن حياتي الشخصية ، و تعرف الكثير عن حياتي الخاصة ، و لم أرها قبل اليوم ، فما هذا ؟، و من تكون ؟.
طافت على رأسي علامة استفهام بحجم الفيل ، لماذا تسأل ؟، و من تكون ؟.
سألتها :ـ عفوا ، لكن اني ما عرفتكش ، ممكن تعرفيني بنفسك؟ .
فأجابت و هي تبتسم :ـ تو تعرفي بعدين .
لم تعجبني إجابتها ، فلم اجبها على أسئلتها.
سكتت قليلا و هي تتأمل كل ما موجود في المكان ، بعد أن تأملتني جدا ، وكانت عيونها تعمل ككاميرات التجسس ، تنقل و تسجل كل التفاصيل .
قالت و هي تبتسم :ـ مافيش حويجة هكي و إلا هكي ؟.
فراشة :ـ إيه تفضلي ، شاهي أو قهوة أو حاجة مصقعة ؟.
ابتسمت و قالت :ـ مش هذا قصدي ، إنتي مرتبطة ، مخطوبة ، فيه حد في حياتك ؟.
صدمني السؤال ، و طريقة سؤالها ، و مكان سؤالها ، كل الظروف كانت غير مناسبة للسؤال ، ارتسمت على وجهي ملامح غير مفهومة ، و لم أتفوه بكلمة .
استمرت في ابتسامتها و أجابت نفسها على سؤالها :ـ قريب ، إن شاء الله قريب .
رن هاتفها النقال ، رأته ، و بسرعة استأذنت و غادرت المكان ، و لم تجبني على أسئلتي ، عن من تكون ؟، و سبب زيارتها؟ .
حكيت الأمر لأمي ، حكته لأبي ، و ضحك الجميع من الأمر .
********************************
هؤلاء بعض زوار مكتبي ، زوار لا أعرفهم ، و لم يكونوا زبائن ، قصتهم ظريفة ، مضحكة ، غريبة ، و غير اعتيادية ، و العامل المشترك بينهم جميعا أني لا اعرفهم .
سلامي