موضوعنا هذه المرة عن التغيير
محاور الموضوع
متى نرغب في التغير؟
من يحكم على تغيرنا بإيجابيته أو سلبيته ؟
ما الشيء الذي تحب أن تغيره في نفسك؟
ما آخر الأشياء التي غيرتها في ذاتك ؟
أيهما أصح في التعبير ، التغيير أم التطوير ؟
أي إضافات تحب أن تشاركنا بها عن رأيك الخاص في هذا الموضوع.
و أي تعليقات عن ما كتبت في هذا الموضع .
كلها مرحب بها هنا
فالمدونة للنقاش الجاد .
سأبدأ بآية من القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ
صدق الله العظيم
الآية 11 من سورة الرعد
محاور الموضوع
متى نرغب في التغير؟
من يحكم على تغيرنا بإيجابيته أو سلبيته ؟
ما الشيء الذي تحب أن تغيره في نفسك؟
ما آخر الأشياء التي غيرتها في ذاتك ؟
أيهما أصح في التعبير ، التغيير أم التطوير ؟
أي إضافات تحب أن تشاركنا بها عن رأيك الخاص في هذا الموضوع.
و أي تعليقات عن ما كتبت في هذا الموضع .
كلها مرحب بها هنا
فالمدونة للنقاش الجاد .
سأبدأ بآية من القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ
صدق الله العظيم
الآية 11 من سورة الرعد
من هنا نفهم أن التغيير لا يكون من خارج الإنسان ، بل هو رغبة داخلية ، يجب عليه هو وحده أن يقرر التغير ، أن يتخذ قراره ، و يصحب اتخاذ القرار بالفعل ، فاتخاذ القرار لا يكفي إن لم يحاول على الأقل تنفيذ ما قرر .
مثل عالمي
الماء الراكد سيصيبه التعفن
بمعني أن الذي يبقى على حاله ، و لا يحاول تطوير نفسه ، سيصيبه الفساد و التعفن ، لأن كل من حوله يتطور .
قول وجدته في احد الكتب التي قرأتها من فترة قصيرة
من يخشى تسلق الجبال و الوقوع عنها ، سيبقى ساكنا للحفر و الجحور .
بمعنى أن الإنسان يجب أن يحاول التطوير من نفسه حتى يصل إلى القمة ، حيث يراه الجميع ، بالرغم من أن وصول القمة محفوف بالمخاطر ، و احتمال الوقوع عنها كبير جدا ، لكنه إذا خاف من هذه المخاطر ، سيبقى سجين نفسه ، ساكنا في الجحور و الحفر و الشقوق ، و يدوسه الجميع ، لأنهم لم يروه و منهم من رآه لكنه تعمد دوسه .
رأي الشخصي
أنا أسعى دائما للتغير و لتجربة الجديد و اختيار الأفضل ، أو ما أراه الأفضل .
لا أقول تغيرا كاملا جذريا ، بل سأبقى فراشة فهذا جوهري و كياني و مبادئي ، لكن ما أسعى لتغييره هو الثانويات ، الأشياء الثانوية التي تشكل صورة فراشة في عيون الناس و الأهم في عيون نفسها .
لا أقول تغييرا ، بل أسعى للتطوير ، و السبب معرفتي بأني لست كاملة ، و أسعى للكمال ، و أن أكون الأفضل .
فحتى خيارات التطوير المتاحة ، يجب أن أناقشها قبل أن اختار احدها ، فمثلا عندما تطعن من الظهر ، و يطعنك صديق ، أعطيته ظهرك ليحميك من غدر الأعداء ، لكنه من كان طاعنك و ليس هم ، من طيبتك و صدقك صدقت أنه صديق ، و أمنت جانبه ، لكنه كان العدو الذي يجب أن تحمي نفسك منه .
الآن هناك خياران ، إما أن تضع الطيبة جانبا ، و تغير من نفسك ، لتصبح شريرا يطعن الجميع في الظهر ،فتنزل بذلك إلى مستواهم و تكون مثلهم تماما ، و تنتقم من كل من سولت له نفسه المساس بك .
و إما أن ترقى بنفسك بعيدا عنهم ، تطور طيبتك ، لتخلطها بالحذر ، فتسمو بنفسك في تطوير لا بد منه ، لكنه للأفضل .
و أكيد شخصيا اخترت الخيار الثاني .
أما عن آخر الأشياء التي أرغب أن اغيرها في نفسي ، هي مساعدتي للغير ، و تدخلي في شئونهم ، فقد وجدت أن هناك من ينزعج من تدخلي في شئونه الخاصة ، ليس لسبب سيئ ، لكن تدخلي كي أساعده، لم أتحمل الوقوف و التفرج دون أن أمد له يد المساعدة ، فوجدت انه ينزعج جدا من مساعدتي ، التي لم يطلبها ، قررت أن أتغير ، و لا أساعد أحدا لم يطلب المساعدة ، فهذا أفضل لي و له .
أما عن آخر الأشياء التي غيرتها في نفسي ، إنهاء أعمالي الغير منتهية .
أحب أن اشكر صديقي القلب الأبيض ، هو من نبهني لهذا الأمر ، فمن كثرة ازدحام الأفكار في عقلي ، و في زحمة محاولة تنفيذها جميعا ، أبدأ في أمر ما ، ثم أتركه على حاله دون إكمال ، و أتجه لشيء آخر ، فهكذا امتلأت مكتبتي بالكتب و القصص و الروايات و الرسومات و الخطط و غيرها من الأشياء التي لم ترى النور بعد لأنها مشروع لم انهيه ، فقط بقيت تتربع على درج مكتبتي تواسي كل منها الأخرى ، فقررت أن أنهي أعمالي السابقة ، و أن أنشر منها ما يستحق النشر ، قبل أن أبدأ في أعمال جديدة ، فشكرا لصديقي القلب الأبيض ، فعلا كان نقدك بناء ، فأنت صديق تعرف قوانين مملكة الصداقة .
لماذا اتغير؟
هذا سؤال لطالما سألته لنفسي ، أتغير إذا تعرضت لموقف صعب ، اكتشف من خلاله أن أحد صفاتي هي من أوقعني في هذا الموقف .
الشعور بالنقص في شيء ما و عدم الرضا عن فعل ما ، فأنا لست كاملة ، و عندما أرى أناسا أمامي أفضل مني في شيء ما ، أكيد سأسعى للتطوير ، و معرفة أين يكمن النقص في ذاتي ، و أحاول تطويره .
رأي المحيطين بي ، أكيد هم من أعيش لأجلهم ، و من أعيش بينهم ، يحبونني و يسعون لأن أكون أفضل ، فيقومون بتوجيه النقد لي ، أكيد النقد البناء هو ما يغير في الإنسان للأفضل ، و ليس الهدام ، الناس من حولي هم من يراني ، هم من يستطيع تقييم أعمالي ، رغم أنهم لا يتوغلون في ذاتي ، لكن رأيهم في ذاتي يهمني ، أكيد رأيهم يكون بالدرجة الثانية ، فالدرجة الأولى دائما آخذ رأي نفسي في كل شيء ، و باقي الآراء اعتبرها وجهات نظر يمكن أن أتمسك بها ، أو لا اهتم لها .
سلامي