قبل ايام رغبت في الخروج من المنزل ، فأنا لا احب البقاء في المنزل هذه الايام لانه يدفعني للتفكير في اشياء لا احبها ، دائما ابحث عن التغيير و التجديد ابحث عن افكار جديدة تشغلني ، قررت، نعم اخيرا استطعت اخد قرار، فأنا لم اعد من يقرر في شؤون حياتي هذه الايام الكل يفصل و يحاولون الباسي، لا يهم قد لا تفهمون شيئا لكن المهم هو انني منزعجة، عرضت فكرة الخروج من المنزل و الذهاب للبحر لكن هذه المرة ليس للسباحة بل فقط رغبة للخروج من المنزل ، كنت سأرضى بمشوار في الطرقات بالسيارة لكني لم اكن لأقود فمزاجي عكر و لن اقود لاني لا اعرف القيادة ، المهم ذهبت و حدي مع والدي الى البحر احب ان اكون في البحر و احب ان اكون مع والدي وحدى، اخدت معي آلة تصوير لا أدري لماذا لكنني اخدتها ، التقط الصور، فكانت هذه المفضلة لذي اردت ان أشارككم بها فأعطوني رأيكم .
في البداية بدأنا بالبحث عن مكان لركن سيارتنا دون ان نزعج أحدا ، فطيور الحب كانت تعشعش في المكان كما هو واضح في الصورة ،في كل سيارة اثنين ، لن اقول الواقع المرير، و لن اشوه صورة البحر، بل سأقول كل رجل مع زوجته او اخته او حتى مع ابنته كما انا و ابي ( خلينا متفائلين شويا) .
ترجلنا من السيارة بغية الجلوس على حافة الصخر و التمتع بمنظر البحر و صوت الامواج و النسيم ، لكن كان هناك العيون المستغربة و السؤال المحير ( رجل في 60 مع فتاة في 25 وحيدين معا في البحر ؟؟؟؟؟ ) الكل كان مستغربا (هل هو حبيبها ؟ ) اقول نعم هو حبيبي و اين الخطأ في حب الفتاة لأبيها ؟ و الشيء الأخر هم الغرباء عن هذا البحر فهدا البحر لنا بالقرب من منزلنا في كل مرة نأتي اليه و لا نزعج احدا ، لكنكم يا من تختبؤون في السيارة تزعجونني.
تجاهلنا نظراتهم و استمرينا في النزول كان البحر صافيا دون امواج دونما احد يسبح ، كان يناديني هيا تعالي انا بارد و سأكون لك وحدك ، بقيت فترة جالسة دون كلام ( ياحرام بابا باله واسع الي سايرني) قلت خلاص لو زدت دقيقة تانية ح ننزل للبحر و مش عارفة وين نوصل ممكن لمالطا .
أهنايا بديت نمشي حبيت نتمشى شويا نحيت السبيدرو و تنيت السروال و قررنا البداية من اليمين لكن الطريق كانت شبه مغلقة .
قررنا البدء من اليسار سنمشي على الرمال بالقرب من الماء سنبلل قدمينا قد تغريني برودة الماء و انزل الى البحر يعني غطسة او اثنين مش ح تضر لكني قسوت على نفسي هذه المرة ففي المدة الاخيرة كنت احرم نفسي من اشياء احبها و اقسو عليها، بابا احس بهذه الرغبة و عرض على الامر قائلا (غريبة البحر قدامك و ماقلتيش تبي تنزلي هيا شن تراجي)، لكني رفضت الموضوع.
و بعد ساعات انتهى المشوار الجميل لكن بابا لم يكلمنى في اي موضوع على غير العادة و انا لم اتكلم ايضا على غير العادة و كأن المشوار كان للبحر ليتكلم لكنه كان يتكلم بهدوء .