الكل يعرف ما هو الافيكو ، هو الحافلة التي تقل الركاب ، في كل الطرق تجدها بيضاء و يحيط بها ذاك الخط الاصفر لا اعرف لما برمز هذا الخط ، العديد منكم بل اغلبكم ركب هذه المركبات مرارا و تكرارا حتى صار ركوبها عادة بالنسبة اليه ، أما أنا لم أصعد الى هذه المركبة سوى مرتين ، نعم ما أذكره هو مرتين ، في البداية كنت افكر بركوبها ، و ان ركوبها يعتبر مغامرة بالنسبة لي، الحقيقة لم اركب الحافلات ، حتى في فترة المدرسة لم اكن اذهب بالحافلة ، أخواتي كن يذهبن بالحافلة الخاصة بالمدرسة، لكني لا أركبها ، في مرحلة الجامعة بات من الضروري ان اعرف كيف تركب هذه الافيكو ، من أين نركب ، و أين ننزل ، بدأت أسئل صديقاتي و أصدقائي ، في احد الايام طرحت الفكرة على أبي ، استغرب الامر لكنه لم يرفض ، اعد الفكرة ، كانت فكرته بأن أصعد في الافيكو من تاجوراء و أذهب الى الجامعة و هو يرافقني بسيارته الخاصة خلف الافيكو ، الفكرة لم تنفذ لأن أمي علمت بالامر ، ( أمي دائما هكذا ، لا تعجبها أفكاري و لا أفعالي) ، الامر صار فكرة فقط ، و قعد في خاطري، في أحد الايام كنت انتظر أبي لأعود للبيت من الجامعة ، بدأت الانتظار من الساعة 1 حتى وصلت الساعة 6 و لم يصل ، و لم يكن يجيب على اتصالاتي فقررت ان اجازف و أعود بالافيكو ، اتصلت بأمي (النائب العام) و أخدت الموافقة بمغادرة الجامعة و الذهاب لبيت جدي الموجود في رأس حسن ، يعني محطة وحدة ، و فعلا أنطلقت و توكلت على الله و وصلت للمحطة في الرصيف المقابل لبوابة الجامعة ،لن أحكي عن كيفية عبور الطريق ، في تلك الفترة لم يكن العبور سهلا كما هو الآن ، و صلت الى الرصيف سالمة و الحمد لله ، الآن كيف سأعرف أي من هذه الافيكوات توصل الى بيت جدي ، و أي محطة سآخد ، شاهدت أحد أبناء جيران بيت جدي بالصدفة و هو يسئل معاون سائق الافيكو عن ( الجزيرة ) ، فقلت يلا ، نمشو معاه ،و دخلت الافكو ، المكان كان غريبا ، صور على السقف و كراسي بأغطية غريبة ، موسيقى مرتفعة ، ....الخ، اتخدت أحد الكراسي من الجهة خلف السائق ، كانو كرسيين ، كرسي لي بالقرب من النافذة ، و كرسي لأدواتي ، أحد الركاب كان يرغب بالجلوس بجانبي لكني رفضت فالكرسي كان يحوي حقائبي و أدواتي الكثيرة ، تعبانة ، و جيعانة ، و متعفلقة ، يعني يزيد كلمة مش عارفة شن يصير فيه ، رفضت ازالة ادواتي فالافيكو كان بها كرسي آخر فارغ ، لماذا يريد الجلوس في هذا الكرسي بالذات ، حدتث بعض الضجة فجاء معاون السائق و طلب ازالة الادوات ، اسكته بكلمة (نعطيك دينار و خليهم مكانهم) ، و في هذا الوقت دخل عدد من الركاب و أخد أحدهم الكرسي البعيد الذي كان فارغا و بقي صاحبنا العنايدي واقفا يترنح في كل اهتزاز للافيكو ، اغلقت الابواب و انطلقت الافيكو و الطريق كانت فارغة فأسرع بنا و السائق يتخيل نفسه شوماخر داخل حلبة دبي لسباق السيارات ، الحمد لله و صلت لمحطة الجزيرة سالمة ، نزلت و وصلت الى بيت جدي الذي يبعد عنها مسافة قصيرة ، حكيت لخالاتي ما حدث فما كان منهن الا الضحك .
المرة الثانية كانت بعدها بسنوات ، نفس الاحداث السابقة ابي خارج طرابلس ، و لا يوجد من يرجع بي للمنزل ، لكن هذه المرة لم أكن لوحدي ، كانت أختي معي ، قررت أن ننطلق و نذهب باكرا هذه المرة فقد و صلت الساعة الرابعة و الجوع يقتلنا و لا نملك في نهاية يوم دراسي الا نصف دينار ثمنا لركوب الافيكو ، قسمنا الاعمال علينا ،أوصلها الى المحطة و هي تعبر بي الطريق ،( مازلت أخاف من عبور الطريق) ، المهم و صلنا الى المحطة خارج الجامعة ، توقف بجوارنا افيكو و كان مساعد السائق يقول ( الجزيرة ،الجزيرة) علقت أختي بصوت خافت و قالت (لا نبي العربية) ضحكنا و صعدنا الافيكو ، جلسنا سوية بالقرب من النافذة ، دخل عدد من الشباب وبينما هم يدخلون قالت ( تي خلاص الباص تعبى مش المفروض يمشي؟) ، لم تعرف ان سائق الباص سيبقي عددا من الركاب واقفين ، انطلقت الافيكو فكانت ردة فعل اختي ان تمسكت بكلتا يديها بالكرسي الذي أمامها ، تمسكت بقوة لأنها خائفة ، فقالت بصوت عالي خائف دون أن تشعر ( زي الملاهي) ، التفت اليها الشاب الجالس في الكرسي الذي أمامها و قال ( انتي ماريتي شي) ، أضحكني الموقف ، الافيكو لم تكن مسرعة لكنها خافت ، شعرت كأنها تركب الافعوانية عندما عبرنا المنعطف الوحيد قبل و صولنا للجزيرة ، فلو كان الافكو سيعبر الجسور و المنعطفات الصعبة و يمر بجزر الدوران ، فعلا معناها ما شافت شي.
هاذي هيا حكايتي مع الافيكو ، في النهاية المهم جربته و ماقعدش في خاطري.
المرة الثانية كانت بعدها بسنوات ، نفس الاحداث السابقة ابي خارج طرابلس ، و لا يوجد من يرجع بي للمنزل ، لكن هذه المرة لم أكن لوحدي ، كانت أختي معي ، قررت أن ننطلق و نذهب باكرا هذه المرة فقد و صلت الساعة الرابعة و الجوع يقتلنا و لا نملك في نهاية يوم دراسي الا نصف دينار ثمنا لركوب الافيكو ، قسمنا الاعمال علينا ،أوصلها الى المحطة و هي تعبر بي الطريق ،( مازلت أخاف من عبور الطريق) ، المهم و صلنا الى المحطة خارج الجامعة ، توقف بجوارنا افيكو و كان مساعد السائق يقول ( الجزيرة ،الجزيرة) علقت أختي بصوت خافت و قالت (لا نبي العربية) ضحكنا و صعدنا الافيكو ، جلسنا سوية بالقرب من النافذة ، دخل عدد من الشباب وبينما هم يدخلون قالت ( تي خلاص الباص تعبى مش المفروض يمشي؟) ، لم تعرف ان سائق الباص سيبقي عددا من الركاب واقفين ، انطلقت الافيكو فكانت ردة فعل اختي ان تمسكت بكلتا يديها بالكرسي الذي أمامها ، تمسكت بقوة لأنها خائفة ، فقالت بصوت عالي خائف دون أن تشعر ( زي الملاهي) ، التفت اليها الشاب الجالس في الكرسي الذي أمامها و قال ( انتي ماريتي شي) ، أضحكني الموقف ، الافيكو لم تكن مسرعة لكنها خافت ، شعرت كأنها تركب الافعوانية عندما عبرنا المنعطف الوحيد قبل و صولنا للجزيرة ، فلو كان الافكو سيعبر الجسور و المنعطفات الصعبة و يمر بجزر الدوران ، فعلا معناها ما شافت شي.
هاذي هيا حكايتي مع الافيكو ، في النهاية المهم جربته و ماقعدش في خاطري.