أدعية

حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ

εïз

اللهم من اعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل، ومن استكثر بك فلن يقل، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل، ومن استعان بك فلن يغلب، ومن توكل عليك فلن يخيب، ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم، اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا

εïз

مع الافيكو

الكل يعرف ما هو الافيكو ، هو الحافلة التي تقل الركاب ، في كل الطرق تجدها بيضاء و يحيط بها ذاك الخط الاصفر لا اعرف لما برمز هذا الخط ، العديد منكم بل اغلبكم ركب هذه المركبات مرارا و تكرارا حتى صار ركوبها عادة بالنسبة اليه ، أما أنا لم أصعد الى هذه المركبة سوى مرتين ، نعم ما أذكره هو مرتين ، في البداية كنت افكر بركوبها ، و ان ركوبها يعتبر مغامرة بالنسبة لي، الحقيقة لم اركب الحافلات ، حتى في فترة المدرسة لم اكن اذهب بالحافلة ، أخواتي كن يذهبن بالحافلة الخاصة بالمدرسة، لكني لا أركبها ، في مرحلة الجامعة بات من الضروري ان اعرف كيف تركب هذه الافيكو ، من أين نركب ، و أين ننزل ، بدأت أسئل صديقاتي و أصدقائي ، في احد الايام طرحت الفكرة على أبي ، استغرب الامر لكنه لم يرفض ، اعد الفكرة ، كانت فكرته بأن أصعد في الافيكو من تاجوراء و أذهب الى الجامعة و هو يرافقني بسيارته الخاصة خلف الافيكو ، الفكرة لم تنفذ لأن أمي علمت بالامر ، ( أمي دائما هكذا ، لا تعجبها أفكاري و لا أفعالي) ، الامر صار فكرة فقط ، و قعد في خاطري، في أحد الايام كنت انتظر أبي لأعود للبيت من الجامعة ، بدأت الانتظار من الساعة 1 حتى وصلت الساعة 6 و لم يصل ، و لم يكن يجيب على اتصالاتي فقررت ان اجازف و أعود بالافيكو ، اتصلت بأمي (النائب العام) و أخدت الموافقة بمغادرة الجامعة و الذهاب لبيت جدي الموجود في رأس حسن ، يعني محطة وحدة ، و فعلا أنطلقت و توكلت على الله و وصلت للمحطة في الرصيف المقابل لبوابة الجامعة ،لن أحكي عن كيفية عبور الطريق ، في تلك الفترة لم يكن العبور سهلا كما هو الآن ، و صلت الى الرصيف سالمة و الحمد لله ، الآن كيف سأعرف أي من هذه الافيكوات توصل الى بيت جدي ، و أي محطة سآخد ، شاهدت أحد أبناء جيران بيت جدي بالصدفة و هو يسئل معاون سائق الافيكو عن ( الجزيرة ) ، فقلت يلا ، نمشو معاه ،و دخلت الافكو ، المكان كان غريبا ، صور على السقف و كراسي بأغطية غريبة ، موسيقى مرتفعة ، ....الخ، اتخدت أحد الكراسي من الجهة خلف السائق ، كانو كرسيين ، كرسي لي بالقرب من النافذة ، و كرسي لأدواتي ، أحد الركاب كان يرغب بالجلوس بجانبي لكني رفضت فالكرسي كان يحوي حقائبي و أدواتي الكثيرة ، تعبانة ، و جيعانة ، و متعفلقة ، يعني يزيد كلمة مش عارفة شن يصير فيه ، رفضت ازالة ادواتي فالافيكو كان بها كرسي آخر فارغ ، لماذا يريد الجلوس في هذا الكرسي بالذات ، حدتث بعض الضجة فجاء معاون السائق و طلب ازالة الادوات ، اسكته بكلمة (نعطيك دينار و خليهم مكانهم) ، و في هذا الوقت دخل عدد من الركاب و أخد أحدهم الكرسي البعيد الذي كان فارغا و بقي صاحبنا العنايدي واقفا يترنح في كل اهتزاز للافيكو ، اغلقت الابواب و انطلقت الافيكو و الطريق كانت فارغة فأسرع بنا و السائق يتخيل نفسه شوماخر داخل حلبة دبي لسباق السيارات ، الحمد لله و صلت لمحطة الجزيرة سالمة ، نزلت و وصلت الى بيت جدي الذي يبعد عنها مسافة قصيرة ، حكيت لخالاتي ما حدث فما كان منهن الا الضحك .

المرة الثانية كانت بعدها بسنوات ، نفس الاحداث السابقة ابي خارج طرابلس ، و لا يوجد من يرجع بي للمنزل ، لكن هذه المرة لم أكن لوحدي ، كانت أختي معي ، قررت أن ننطلق و نذهب باكرا هذه المرة فقد و صلت الساعة الرابعة و الجوع يقتلنا و لا نملك في نهاية يوم دراسي الا نصف دينار ثمنا لركوب الافيكو ، قسمنا الاعمال علينا ،أوصلها الى المحطة و هي تعبر بي الطريق ،( مازلت أخاف من عبور الطريق) ، المهم و صلنا الى المحطة خارج الجامعة ، توقف بجوارنا افيكو و كان مساعد السائق يقول ( الجزيرة ،الجزيرة) علقت أختي بصوت خافت و قالت (لا نبي العربية) ضحكنا و صعدنا الافيكو ، جلسنا سوية بالقرب من النافذة ، دخل عدد من الشباب وبينما هم يدخلون قالت ( تي خلاص الباص تعبى مش المفروض يمشي؟) ، لم تعرف ان سائق الباص سيبقي عددا من الركاب واقفين ، انطلقت الافيكو فكانت ردة فعل اختي ان تمسكت بكلتا يديها بالكرسي الذي أمامها ، تمسكت بقوة لأنها خائفة ، فقالت بصوت عالي خائف دون أن تشعر ( زي الملاهي) ، التفت اليها الشاب الجالس في الكرسي الذي أمامها و قال ( انتي ماريتي شي) ، أضحكني الموقف ، الافيكو لم تكن مسرعة لكنها خافت ، شعرت كأنها تركب الافعوانية عندما عبرنا المنعطف الوحيد قبل و صولنا للجزيرة ، فلو كان الافكو سيعبر الجسور و المنعطفات الصعبة و يمر بجزر الدوران ، فعلا معناها ما شافت شي.

هاذي هيا حكايتي مع الافيكو ، في النهاية المهم جربته و ماقعدش في خاطري.